محمد السعيدي: محمد أديب السلاوي ناقد، فنان، ومؤرخ
محمد السعيدي: محمد أديب السلاوي ناقد، فنان، ومؤرخ
كباقي كبار المفكرين انكب محمد أديب السلاوي على كتابة المؤلفات، جامعا ما تفرق من بحوث، وململما ما جد لديه من دراسات، فصدرت له على امتداد عقود، خاصة في العقد الأخير، مجموعة من المؤلفات، غاية في الدقة، ونهاية في الإشراق اعتمدها الطلبة الباحثون، والأساتذة المبدعون، والكتاب الصحفيون، كمراجع في كتاباتهم الأدبية والفنية والسياسية، يمكننا أن نقوم بتصنيفها من منظورنا كالآتي:
1- الفنون التشكيلية:
أ/ التشكيل المغربي وأعلامه
ب/ الفنون الصناعية
2- الأدب المسرحي المغربي/ التعريف بانبثاقه وانبعاثه وامتدادته.
3- فضاء الأدبيات: قراءة في تضاريس زمانه الإبداعي ومقاربات شعرية لبعض فضاءاته.
4- الأدب السياسي:
أ/ تقييم للواقع السياسي وأفاق إصلاحه
ب/ مظاهر الإفساد والفساد وتجلياتها، ومشاريع إصلاحها.
إن قراءة متأنية لهذه المجموعات من المؤلفات تقودنا إلى الإعتراف بكون المبدع محمد أديب السلاوي له مقاربات موسوعية في ما ألف من كتب، وما أنجز من دراسات، وأية ذلك أنها تتألف فيما بينها تألفا لينا، لأنها تستمد معينها في العلوم الإنسانية الجميلة، وهي بذلك تمثلها بتشكيلاتها الرائعة خير تمثيل.
أسلوبية المبدع محمد أديب السلاوي: تتنوع تنوعا تفرضه المادة المعالجة، فلكل جنس خصوصيته وأية ذلك أنه ينهج نهج الباحث الأكاديمي، وهو يحلل الشعر والنثر معتمدا في ذلك على مناهج النقد الحديث في تفكيكه وتركيبه للمواد المقاربة، سابرا أغوارها ، مجليا معانيها، واقفا على ما يكسوها من جمال فني، ورونق أدبي، وما يطبعها من لمسات إبداعية، مقتحما عوالمها الخيالية والعاطفية بأدواته الفنية الرقيقة. وهو في ملامسته للمجموعة المسرحية يستعمل أدوات المؤرخ لتحميص الماضي، وتجليات فضاءاته، ومعانقة مكنوناته متخذا التناص لينقل من خلاله ما يؤثث بذلك نصوصه تأثيثا مسرحيا. وهو في مؤلفاته عن الفنون التشكيلية ناقد فنان، ومؤرخ أريب صادق يثري مكتبة التشكيل ببحوثه القيمة، سادا بذلك نقصا كانت تشتكي منه، مالئا فضاءا أنار به جوانبه إنارة متميزة. ولم ينس في ذلك الحروفية والحرفيون معتبرا إياهم من رواد الفنون الرشيقة الممتعة، وهو في الأدب السياسي يتوسل الأسلوب الأكاديمي في البحث والتحليل، مواكبا بذلك آخر الدراسات المستجدة، مستمدا منها الإحصائيات والنصوص لإغناء طروحاته في تشخيص أفات المخدرات والرشوة ومعاناة أطفال الشوارع. جامعا في (عندما يأتي الفساد) شتات هذه الآفات المتفرقة والمجتمعة في نفس الآن، بروح تطفح وطنية وتفيض إخلاصا لهذا البلد الأمين جاعلا منها رؤية شمولية واضحة، وإجرائية لكل علاج مؤمل ودواء ممكن ناجع، مساهما في ذلك بنصيبه، ومن كل قلبه في إغناء المنظومة الوطنية الناهضة بالمغرب إلى الأمام كبلد حداثي طامح لكل تقدم ورقي.
شاعر/ صحفي وباحث