السيدة أجيلة بنوار: نيابة عن الذين أحبوا في هذا الرجل صراحته
السيدة أجيلة بنوار: نيابة عن الذين أحبوا في هذا الرجل صراحته
حضرت السيدات والسادة،
ليسمح لي في البداية، السادة الكتاب والباحثين والفنانين الذين سبقوني إلى هذه المنصة، وقدموا شهاداتهم في الأستاذ محمد أديب السلاوي لأؤكد لهم، أني لا أنتمي إلى مجالهم الثقافي، ولكني أتنمي أساسا إلى المجتمع المدني، وخاصة إلى جماهير القراء، قراء الصحف والمجلات والكتب، وهي الفضاءات الرحبة التي عرفتني على شخصية هذا الكاتب وعلى إبداعاته وأفكاره وطروحاته، منذ عدة سنوات.
لذلك، كان إصراري ملحا على أن آتي من عمق الجنوب المغربي، من صحرائنا المسترجعة، لأشارك في هذا الاحتفاء، نيابة عن مجتمعها المدني، وعن قرائها، الذين أحبوا في هذا الرجل أسلوبه وصراحته وعمق تفكيره وتحليلاته للقضايا التي تهم العباد والبلاد.
إني لم أتعرف على الأستاذ شخصيا، ولكني قرأت له العديد من أعماله عن الرشوة والفساد والديمقراطية والإرهاب، واستمتعت بمقالاته عن الحرية والانتخابات والمشاركة والوحدة الترابية. ولمست في أفكاره وطروحاته الصدق والعمق، وسعة المعرفة.
إنه مثقف أصيل، وشجاع، ومعطاء، يشكل نموذج المثقف المتواضع الذي لا يبحث عن الأضواء، لأنه ضوء في حد ذاته، يضيئ القضايا الأكثر التصاقا وارتباطا بالمواطنة وبالمواطنين.
شكرا للذين اتخذوا قرار هذه المبادرة، فإن الرجل يستحق هذا التكريم وأكثر منه، يستحق أن يكون في موقع العناية والاهتمام الدائمين من طرف مؤسساتنا الرسمية، ومؤسساتنا الثقافية، لما لعطائه الفكري والإعلامي من ارتباط بالمغرب الراهن، والمغرب الذي نعمل على بنائه الجديد، مغرب الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي القيم التي دافع ويدافع عنها باستمرار، وبدون أن يكون له سند حزبي أو إيديولوجي أو قبلي، وهي قيمة مضافة في سيرته الثقافية والسياسية.
مرة أخرى، أقول شكرا لجريدة الإنماء ولمجلس مدينة فاس، اللذين أتاحا لي شخصيا هذه الفرصة لأعبر عن تقدير واحترام قراء ومثقفي مناطقنا الجنوبية للأستاذ محمد أديب السلاوي… وأتمنى له طول العمر والصحة والعافية واستمرار العطاء من أجل قيمنا المشتركة.