محمد أديب السلاوي… الناقد العارف والمستوعب
محمد أديب السلاوي… الناقد العارف والمستوعب
أحمد الطيب العلج
الحديث عن محمد أديب السلاوي بنوع من الموضوعية والإنصاف، حديث صعب وشيق وطويل ويحتدم فيه السجال عن ألمعية هذا المبدع وعصاميته الفذة الفريدة، إنه شعلة من الفطنة والذكاء الواعي المنتبه، وعلى اختلاف ضروب الكتابة التي أبدع فيها، فهو من وجهة نظري أكبر وأعظم وأعمق وأصدق من كتب في النقد المسرحي بموضوعية وإنصاف وفهم ومحبة. وعلى ذكر المحبة يقول الناقد المسرحي الفرنسي الكبير جان جاك كوتيي: من لا يحب المسرح ولا يتوجدن في محبته لا يمكن أن يكتب عنه نقدا أو حتى انطباعا يتسم بالمصداقية، وبلاغة النقد المسرحي بدون إكليل المحبة وتقدير الجهد وإنصاف المبدعين بلاغة عديمة الجدوى مهما تمنطقت وتدبجت.
ومحمد أديب السلاوي في كتاباته العديدة عن المسرح وأهل المسرح كان دائما الناقد العارف الفاهم المستوعب، وهو من قلة قليلة ممن كتبوا عن المسرح، وميزوا فيه ما بين ما يصلح للوقوف على الخشبة وما لا يصلح إلا للقراءة على أريكة.
وسيبقى أديب السلاوي في كل كتاباته، وهي متعددة المناحي والواجهات، بارع بليغ ومتمكن من أدواته، وقلمه مغطوس في مداد الروعة والجمال والفن والأصالة، إنه النموذج الأمثل للسهل الممتنع، إنه البديع المنيع والمؤنس الممتع، ومن أخص خصائص كتاباته إنها تشد القارئ، لأنها تؤنسه وتمتعه وتجعله، بمشيئته أو مكرها، يتلذذ بالديباجة يلاحق الأفكار ويسبح مع محمد أديب السلاوي في عالمه السحري الرائع.
فنان مسرحي
ألقيت في الحفل التكريمي الذي نظم بفاس