قاموس المخدرات
قاموس المخدرات
فاتحة:
يظل موضوع المخدرات، رغم ما كتب عنه من بحوث ومقالات ودراسات، بحاجة ماسة وملحة إلى اهتمام المختصين في الطب وعلم النفس وعلم الاجتماع، كما في علم الاقتصاد وعلم السياسة، لما يشكله من خطورة على الإنسان هنا، وفي كل مكان في الأرض.
في الماضي، دمرت المخدرات شعوبا وحضارات عديدة، بعدما تفشت وأحكمت سيطرتها على العقول والأعصاب، وفي الحاضر تواصل تدميرها في كل أنحاء الدنيا…ولكن هذه المرة تشن حربها ضد الإنسان بوسائل التقنولوجية والعلم، وبوسائل المختبرات العلمية، وأيضا بوسائل النقل والاتصال المتطورة التي تجعل المخدرات حاضرة في كل زمان ومكان.
لقد استيقظ العالم في بداية هذا القرن ليجد المخدرات في متناوله، تلطف من ويلات حروبه وأهوالها، ولكنه في نهاية القرن وجد نفسه أمام كارثة تهدد بفناء الإنسان والقضاء على قدراته وحضارته، إذ توسعت زراعتها وتطورت صناعتها، كما توسعت وتطورت أسواقها في شتى أنحاء العالم، ليصبح عدد المدمنين عليها بمئات الملايين، غالبيتهم من الشباب، في الدول الغنية والفقيرة على السواء، إلا أن المجموعات البشرية التي تنتجها، مازالت هي الأكثر تخلفا في الحقل الاقتصادي والاجتماعي والفكري، ومناطقها مازالت هي الأكثر تخلفا في الحقل الاقتصاد والاجتماعي والفكري، ومناطقها مازالت هي الأكثر تعرضا لإهمال السلطات المسؤولة عنها.
في هذا الملف الخاص، نقدم للقارئ، قاموسا يحتوي على مختلف المخدرات الطبيعية، والكيميائية والمصنعة الأكثر انتشارا في العالم، مرتبه حسب الحروف الأبجدية، ومتضمنة أهم المعلومات عن منشئها وتاريخها وتأثيرها على العقل والصحة.
إننا تعاملنا مع مادة المخدرات، من منطلق “اعرف عدوك” لتتجنبه، أو لتحاربه. ونعتقد أن الوضع الراهن للمخدرات في بلادنا اليوم، يفرض علينا أن نتعرف أكثر على أخطارها المحدقة… والقاتلة.
– أ –
الأفيـون
هو عصارة نباتية تستخرج من غلاف الخشخاش، والخشخاش نبتة جميلة المنظر، ذات أوراق بيضاء وبنفسجية، بعد سقوط توجياتها، يحز المزارع الغلافات بخطوط مستطيلة أو أفقية في أماكن عدة، بواسطة آلة صغيرة تنتهي بثلاث شفرات متوازية، فيخرج عصير سائل على شكل قطرات تشبه قطرات الحليب، لا تلبث أن تجمد، فتقشط بواسطة مقشطة بعد 24 أو 48 ساعة، مجموع هذه القطرات يعطي الأفيون الخام غير الصالح للاستعمال قبل تجهيزه.
يعود استعمال الأفيون إلى أزمنة وحضارات بعيدة، كان الفرس والمصريون القدامى على علم بزارعته، وقد اكتشفت مخطوطة تعود إلى ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، تتكلم عن الأفيون. كان هيبوقراط يصفه في حالات مرضية عدة، ويقال أن الأمبراطور الروماني “مارك أوريل” (Marc AURELE) كان من أوائل المدمنين المشهورين عليه، دخل الحضارة الصينية في القرن الثامن للميلاد، وكان استعماله طبيا بحتا خصوصا لوقف حالات الإسهال، ولم تبدأ وتنتشر عادة تدخينه إلا في أوائل القرن الثامن عشر، وقد شجع الانكليز تفشي هذه الآفة لدى الصينيين، كان الأطباء العرب على معرفة تامة باستعماله منذ القرن التاسع للميلاد، في الهند لم يعرف إلا في القرن السادس عشر، كذلك لدى العثمانيين الذين كانوا شديدي التعلق بتدخينه في هذه الفترة من التاريخ.
لم تعرف أوروبا الأفيون قبل القرن الخامس عشر وكان استعماله طبيا فقط.
يستعمل الأفيون ومشتقاته بطريقة التدخين أو تناوله عن طريق الفم أو طريق الحقن تحت لجلد، حيث أن هذه الطريقة تظهر أثار الأفيون بسرعة، كما أن متعاطى المخدرات يصنعون أنواعا خاصة من أدوات الحقن بجانب الإبر الطبية.
يحدث استخدامه تأثيرا كبيرا على الجهاز العصبي المركزي، ويحدث لمتعاطيه ضعفا عاما في الأداء العقلي والجسدي وقيء مع جفاف بالفم والرغبة في النوم، وانخفاض في معدل التنفس، مما قد يؤدي إلى توقف الرئتين والوفاة، وكذلك فقدان الشعور بالألم.
الامفيتامينات
يختلف مفعول هذه المادة المركبة كيمائيا، تبعا للكمية المستهلكة، إذا كانت قليلة يفقد متعاطيها حاجته للنوم، تخف شهيته للطعام وأحيانا تنقطع تماما، يشعر بنشاط جسدي ويزيد إنتاجه الفكري وهنا تبدأ الخطورة، يستهويه هذا النشاط وهذا التحسن فيحاول إعادته كلما وجد نفسه في حالة مضنكة ثم تكثر الكميات بسبب التكرار، لتبدأ دورة الإدمان القاتل.
إن الكميات المستعملة تصل عند بعض المدمنين إلى حد رهيب: وقد ورد في بحث طبي في ” المجلة الطبية البريطانية” أن أعلى الكميات التي تناولها بعض المدمنين ببريطانيا، وصلت إلى ألف وستمائة ملغرام في اليوم، علما أن العيار العلاجي تتراوح كميته اليومية بين خمسة ملغرامات وعشرين ملغراما، يعيش المدمن إذ ذاك في حالة هيجان جسدي وعقلي متواصل. لتصبح إثارته العقلية مزعجة لا ترافقها ” اللذة” التي تتميز بها الأفيونات، تظهر عند البعض هلوسات سمعية وبصرية، يصير المدمن حذرا من كل من يحيط به، من كل حركة وكلمة وربما وصلت به الحال إلى حد الهذيان، من الممكن أن تطول هذه الحالة، فتتحول إلى مرض عقلي يدعى الذهان، هذه الأعراض لا تحتاج إلى كميات كبيرة كي تظهر لدى المراهقين، كما هي الحال لدى البالغين وهذا ما يفسر حالات الفرار والانتحار المتواصلة لدى مستعملي هذه الامفيتامينات.
إل.س.دي
يستخرج من إرغوت الشيلم وهو أحد أنواع الفطور السامة، اكتشفه صدفة باحث سويسري”هومفن” سنة 1938 خلال إحدى التجارب في مختبرهحيث تنشق من بخار هذه المادة وأصيب برحلة هلوسية غير منتظرة.
مفعوله خاضع،كسائر المخدرات، لبنية شخصية المتعاطي، لنوعية المخدر وللجو النفسي الذي تحصل فيه التجربة، أن الطريقة التي يفعل ويؤثر بها ال “ال.اس.دي”على الجهاز المركزي غير معروفة تماما بعد.
بعد حوالي ثلاثين دقيقة من جرعة ال”ال.اس.دي” تحصل تغييرات في الحواس، يخيل للمتعاطي أن شعوره بالإحساس يقوى: تزيد حدة الأصوات وحاسة الشم، تبدو الألوان براقة، يزيد مظهر الأشياء جمالا فتتبدل أشكالها وألوانها ويراها تنتقل من مكان إلى آخر.
يحصل تلاعب في المزاج فينتقل فجأة من الفرح إلى الكآبة، تختلط الإحساسات بعضها مع البعض: هذا يخبر أنه يشم الألوان وذاك أنه يسمعها، رغم الحفاظ على بعض الوعي أثناء التجربة التي يعيشها، يفقد المتعاطي مفهوم الزمان فيخيل إليه ان الدقائق ساعات ويخلط بين الماضي والحاضر والمستقبل… تحدت الهلوسة التي تؤدي إلى الجنون… أو الانتحار.
– ب –
الباربيتيوريت:
مخدرات كميائية يوجد منها حوالي 2500 صنفا، منها: سومبولكس، بريفيتال، سوريتال، نبتوتال، نمبوتال، سيكونال، اميتال، بوتسرل، لوتوسيت، اليوريت، لومينال، بعضها تستخذم في قتل الحيوانات الميئوس من شفائها. ومن أصناف هذا المخدر “البالفيوم” وهذه هي تسميته التجارية.
فاعليته ضد الآلام قوية، تفوق أربع أو خمس مرات فاعلية المورفين.
يؤخذ بواسطة الفم على شكل أقراص، أو يحقن تحت الجلد.
ورغم أن عائلته الكيمائية لا علاقة لها بالمورفين، وطريقة عمله البيولوجي وتأثيره مختلفان عما هما عليه مع المورفين، فإنه يؤدي إلى الإدمان القاتل، لأجل ذلك، أدخلته القوانين الطبية ضمن لوائح المخدرات المحظورة.
بنزوديازبيين:
مخدر صناعي/ طبي، من أصنافه: ليبريوم، كلونويين، فاليوم، اتيفا، اكساناكس، ترانكسين، دالمين، كسيبام، سنتراكس، ورستوريل. وجلها أصبح على لائحة المخدرات الممنوعة من التداول.
بيتيديـن
مخدر صناعي/ طبي، معروف تجاريا تحت اسم “دولوزال” اكتشفه الأطباء الألمان عشية الحرب العالمية الثانية، فعاليته أقل من فعالية المورفين بست أو ثماني مرات، لا يؤثر على الجهاز التنفسي.
في السنوات الأولى لاكتشافه، كان بيعه حرا غير خاضع لقانون المخدرات، ووصفه الطبي سهلا ككل دواء حديث الاكتشاف وجيد الفعالية، لكن بعد ظهور حالات الإدمان وتكاثرها بين المستهلكين، حصل تغيير في النظرة الطبية إليه، ولم يعد يوصف إلا في الآلام الحادة وتحت المراقبة الشديدة، إذ دخل لائحة المواد الممنوع بيعها في الصيدليات.
– ح –
الحشيش
الحشيش، ويسمى أيضا القنب الهندي، نبات متوحش ينمو في مناطق معتدلة، علو نبتته تتراوح بين مترين وستة أمتار وهي على نوعين: ذكر وأنثى، عندما تنضج النبتة الأنثى، تفرز زهرتها مادة سائلة تستخرج وتجهز.
الوريقات والأزهار والسيقان المجففة، أكانت ذكرا أو أنثى، تعطى الحشيش الذي يتغير اسمه من بلد إلى آخر.
سائل زهرة الأنثى فقط، يعطي الحشيش الذي يسمى في المغرب الكيف/ “بانغو” في السودان/ “شيراس” في “الهند”/ “دغا” في إفريقيا الجنوبية/ “لبامبا” في البرازيل إلخ).
وردت أول إشارة عن الحشيش في مؤلف للامبراطور الصيني –شينج نانج سنة 2737 ق.م وقد سمى هذا النبات بأزيد من 350 اسم مما يدل على شهرته وقدمه.
وتذكر بعض الكتب، أن تاريخ ظهور هذه العشبة عربيا وافريقيا وعالميا كان في القرن الثاني عشر الميلادي وبالضبط سنة 1175، انطلاقا من بلاد التتار أو البلاد الهندية، إلا أنها لم تصل المغرب من هذه البلاد بل جاءته من بلاد السودان في عهد الدولة السعدية حينما حمل بعض السودانيين معهم الفيل إلى السلطان أحمد المنصور السعدي، فكانوا من الذين يتعاطون لهذه العشبة تدخينا “وتنفيحا” فحملوا معهم بذور هذه العشبة، ومن ثمة انتشرت في المغرب، وبقيت إلى يومنا هذا.
هناك رايا آخر يرى أن ظهور العشبة في المغرب يرجع إلى زمن بعيد إلا أنها كانت محصورة الاستعمال وغير مشهورة، وهو رأي لا تدعمه القرائن ولا تشهد عليه الأدلة والحجج، لأن النقاش الفقهي حولها لم يظهر إلا زمن السعديين.
وفي العصر الحديث تركز الحشيش في المغرب على يد الدول الأوربية خاصة: اسبانيا.
والبرتغال وفرنسا وإنجلترا وهي الدول التي عرفت بسيطرتها على التجارة البحرية في القرنين الماضيين.
وبالنسبة للأوربيون فقد انتشر استعمال هذه العشبة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فظهرت عشرات المقالات التي توضح خصائصها العلاجية.
وقام الطبيب وليم اوشاوغيستي الأستاذ بكلية طب كالكوتا (الهند) بتجريب القنب الهندي على الحيوان ثم على الانسان بالهند، وبعد عودته إلى بريطانيا وزع على الصيدليات كميات هامة منه (حوالي 1842) بل أن طبيب القصر الملكي البريطاني وصفه عدة مرات، للملكة فيكتوريا، وابتداء من 1854 دخل القنب الهندي في المواد الصيدلية بالولايات المتحدة، كمسكن للآلم.
أما عن الأعراض الناجمة من الحشيش فإن الإفراط في تناول حسب المثل المغربي الذي يقول إن الكيف كالنار، قليل منها يدفئ، وكثير منها يحرق.
فالإدمان على الحشيش يؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض مثل الهلوسة، واحتلال الحواس، واضطراب الانفعال، احمرار العينين بسبب تمدد الأوعية الدموية، وانخفاض ضغط الدم وعدم التوازن الحركي، وبسرعة دقات القلب، ازدياد الرغبة في الأكل وخصوصا الحلويات، تعطيل خمائر الكبد، الشيء الذي يجعل تناول الأدوية بالنسبة للمدمن غير ذات مفعول، دمور في الخلايا المخ، كما يتعرض مدمن الحشيش إلى جميع الأمراض التي يتعرض لها المدخن.
ورغم الأعراض والمخاطر الناتجة عن تعاطي الحشيش، هناك أصوات بأوربا تنادي بتحرير استعماله، ففي ألمانيا طالب حزب الاشتراكية الديمقراطي (بي.دي.اس) سنة 2001بالسماح بتعاطي مادة الحشيش والمخدرات الخفيفة الأخرى علنا على غرار المشروبات الروحية والتدخين دون تعرض متعاطيها للمساءلة القانونية.
في عام 1976 أصدرت مجموعة من المثقفين والفنانين في فرنسا، بينهم الممثلة الفرنسية “ايزابيل هوبير” والوزير السابق “برنار كوشنر” والفيلسوف “جيل دولور” والمحامي “هنري لوكليرك” نداء يطالبون فيه بإباحة انتاج وتجارة وتدخين الحشيش، كان ذلك في عصر الشارلستون والشعر المسترسل.
وفي عام 1993 ارتفعت بعض الأصوات الأروبية مطالبة بإباحة الحشيش بحجة أنه من المخدرات الخفيفة التي لا تسبب إدمانا.
– د –
ديوكامفين
مزيج من “كامفوسلفونات الصوديوم” و”كوديتيلين”. يستعمل ضد الأوجاع الحادة خاصة مرض “الزونا” ولكنه يسبب حالات إدمان سريعة من جراء استعماله، فهو يسبب حالة هوان، وتبعية نفسية قوية، رغم أن تبعيته الجسدية ليست بقوة تبعية المورفين أو السيدول مثلا.
– س –
سوسيغون
مركب كيماوي، يشبه في تأثيره المورفين، فعاليته الرئيسية ضد الآلام، يبدأ مفعوله بعد الحقنة في العضل بخمسة عشر أو ثلاثون دقيقة ويدوم من ثلاث إلى خمس ساعات. يوجد أيضا على شكل أقراص.
حاليا، يوجد بكميات كبيرة في السوق السوداء، باروبا والشرق الأوسط وعدد لا بأس به من الشباب مدمن عليه، إذ يجر إلى تبعية جسدية ونفسية ويسبب حالة إدمان قوية، تؤدي إلى الجنون… وإلى الوفاة أحيانا.
– ق –
القــات
القات كلمة عربية مشتقة من اللاتينية Catha edulis وهو نبات من الفصيلة السيلاستراكية التي تزرع في المرتفعات الجنوبية الغربية من شبه الجزيرة العربية منذ سبعة قرون، تمضغ أوراقه كمنبه، فتنتج شعورا بالنشاط والخفة يعقبه شعور بالإحباط.
شجرة القات نبتة ليست في الأصل يمنية، بل كان استيرادها من بلاد الحبشة في وقت سابق، فاستطابها اليمنيون، ونشطوا في غرسها والعناية بها، وتلاءمت بنجاح مع الظروف المناخية في اليمن ومع خصائص تربتها، وتوسعت عمليات غرسها في عدة جهات من البلاد، واتسع الإقبال عليها من طرف الأهالي.
وتوجد شجرة “القات” في كل من اليمن وإثيوبيا والصومال وأريتريا، وهي البلدان التي تتناوله بحرية تامة ومن دون أي إحراج أو مضايقة، بينما لا يجوز استهلاكه في البلدان المجاورة الأخرى، ويوصف نبات القات بأوصاف تجمع بين منشط وحيوي ومنبه ومخدر، فجل اليمنيين يعتبرونه مجرد منبه ومنشط فقط، بينما يعتبره البعض الآخر نوعا من أنواع المخدرات.
وفي تنزانيا وكينيا يسمى (نيرون) وفي إثيوبيا يسمى (الشاط) أما في الصومال وجيبوتي واليمن فيطلق عليه اسم (القات). وقد عرف القات في إثيوبيا وبالتحديد في منطقة هرر والمناطق الوسطى من البلاد قبل 700 عام وهناك روايات تقول أنه عرف كنبات إبان حكم الملك ايزانا قبل آلاف السنين، ومع هذا تؤكد الروايات أن القات كان علاجا لأمراض عديدة وفي بعض الأحيان استخدم لعلاج الفتور الجنسي، وفي روايات أخرى كان قادة الجيوش الأثيوبيون ينصحون جندهم بتعاطيه كما كانوا ينصحون الجرحى بوضعه على جروحهم بعد خلطه بالماء.
– ك –
الكوديين:
مخدر كيميائي، يشتق عموما من المورفين ويستعمل بصورة واسعة كمادة فعالة في أدوية الحكة.
يوجد هذا المخدر في شكل بلورات بيضاء لا رائحة لها، أو مسحوق بلوري، أو أقراص، أو كبسولات أو في شكل محلول.
يتم حيازة هذا المخدر بطريقة غير شرعية في الكثير من البلدان الأوربية والأمريكية إذ يؤدي استعماله إلى الإدمان القاتل.
الكوكايين
هو مسحوق أبيض مستخرج من أوراق شجرة “الكوكا” الكثيرة الانتشار في جزيرة جافا، وفي أمريكا الجنوبية، يتراوح علو الشجرة بين مترين وستة أمتار، يجري القطاف بواسطة اليد كل ثلاثة أشهر على الأكثر، ابتداء من السنة الثانية من حياة الشجرة، ثم تيبس الأوراق في الشمس وتعد كيميائيا لاستخراج الكوكايين.
مضغ أوراق الكوكا شائع الاستعمال لدى سكان أمريكا الجنوبية منذ عهد “الانكاء” Inca)) حتى أيامنا هذه. آخر الدراسات الإحصائية أظهرت أن هذه العادة ما تزال متأصلة عند أحفاد هذا الشعب القديم المنتشرين في مناطق من بوليفيا والبيرو والاكواتور، والذين يناهز عددهم المليونين، فهم يستهلكون حوالي التسعة ملايين كيلوغراما من أوراق الكوكا في السنة، يمضغونها طوال النهار حيث لا يهتم الماضغ بالجوع ولا بالفقر، بل يستقر في حالة من سوء التغذية وفقدان الإرادة والخمول.
والكوكايين مادة قلوية عزلها سنة 1857 الكيميائي ” الفرد نيمان” من أوراق الكوكا، وقد اكتشف عدد من الباحثين ميزاتها التخذيرية الموضعية، فحاولوا الاستفادة العلاجية منها إذ تم استعمالها في طب وجراحة العين وجراحة الأنف وفي غير ذلك من الأمراض، لكن سرعان ما تم الاستغناء عن استعمالها، بعد اكتشاف مواد تخديرية موضعية مصنعة غير مسببة للإدمان.
تاريخيا: كان السومريون قبل 1500 سنة يطلقون على نبتة “الكوكا” اسم “عشبة الفرح” وكان أطباء الحضارات القدامى في مصر والصين يستعملون نفس العشبة للتداوي ومنذ مئات السنين اعتبر الهنود نبتة “الكوكا” هبة من السماء ترفع عنهم ربقة المعاناة وتحرك فيهم النشاط والحيوية كما أن المسلمين في باكستان، وعلى الخصوص منهم بعض المتصوفة، يسمون “الكوكايين” “مرشد الجنة” ويعتبره الشعراء والموسيقيون مصدرا لاستلهاماتهم الإبداعية وبسبب عدم إمكانية الوصول إلى الطب الحديث، يلجأ عمال المناجم في بوليفيا إلى استهلاك الكوكا لمعالجة الآثار الناجمة عن الارتفاعات الجبلية وكثير من الأمراض الأخرى، نفس الشيء في آسيا الوسطى حيث يتم الالتجاء إليها للمعالجة من الإسهال، مرض المفاصل، وفي مناطق أخرى في أفغانستان يحولون الكوكا إلى مادة غذائية يقدمونها لماشيتهم… ففي كل مكان من العالم تتعدد استعمالاته ابتداء من الاستعمال المنزلي في إعداد الحلويات إلى مظاهر الانفصال عن العالم الخارجي بشكل نهائي.
وفي العصر الحديث استخدم الكوكايين لأول مرة كمزيج مع الخمر، وكان ذلك في القرن التاسع عشر، حين أدخل رجل من “كورسيكا” اسمه “انجلو مارياني” خلاصة أوراق نبات كوكا مع الخمر، أطلق عليه اسم “فين مارياني” وقد حظيت خمر “فين مارياني” بإعجاب العديد من وجهاء القرن المذكور، فكان يشربها ملوك اسبانيا واليونان والترويج والسويد، كما كان الرئيس الأمريكي “ماك كينلي” معجبا بها أشد الإعجاب، كما أثنى على “فين مارياني” كتاب مشاهير من أمثال “إميل زولا” و”الكسندر ديماس” و”جوليس فيرن”.
ولم يمتزج الكوكايين بالخمر فحسب، بل مزجته شركة “كوكاكولا” مع مشروبها المعروف، وظل الحال كذلك إلى عام 1906، حين صدر قانون باعتبار الكوكايين مادة مخدرة وقاتلة، وبحظر التعامل بها إلا في حقل الطب.
– م –
الماريخوانا:
تتكون بصفة عامة من الأوراق والأجزاء العليا لزهرة إناث نبات القنب (كانابس ساتيفا، كانابس انديكا) التي تزرع في عدة أجزاء من العالم، ويمكن زراعتها في الأماكن الباردة، وتستعمل سيقان هذا النبات وعلى وجه الخصوص النباتات المذكرة في صناعة الحبال والخيش.
تدخن الماريخوانا في بعض البلاد الأروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تؤدي إلى الإدمان، وإلى أمراض القلب والتنفس والأمعاء.
مسكالين:
– المسكالين: استخرج سنة 1919 من أحد أنواع الصبير الذي ينمو في أمريكا اللاتينية، من الممكن أيضا الحصول عليه بطريقة مصنعة في المختبر، من أحد أنواع الفطور في المكسيك. وهو يستعمل لدى الهنود أثناء طقوسهم الدينية. مفعوله يشبه إلى حد كبير مفعول ال “ال.اس.دي” الذي تمت الإشارة إليه في حرف الألف من هذا المعجم، لكن الأعراض التي تظهر من جراء تناولهما أقل شدة وحدة، على أن “المسكالين” يسبب تقيوءا واستفراغا أكثر من غيره، كما أنه بعد تناوله تظهر اضطرابات انفعالية حادة تفوق التي تظهر مع باقي مواد الهلوسة.
المورفيـن
هو أحد أهم مشتقات الأفيون.
الاسم مشتق من اليونانية “مورفيوس”.
اكتشفه الكيميائي الألماني “سرترنر” حوالي سنة 1805. يقول الفرنسيون أن الكيميائي الفرنسي “سيغان” الذي كان يعمل في جيش نابليون، هو الذي اكتشفه سنة 1806، ربما ثم الاكتشاف بفارق قصير من الوقت، لم تكن الاتصالات وتبادل المعلومات العلمية في ذاك العصر تسمح بمعرفة ما اكتشف في هذا البلد أو ذاك، بالسرعة التي تتم في عصرنا الحالي.
لم ينتشر الإدمان عليه إلا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، من جراء استعماله في المستشفيات، فكما يحصل مع معظم الأدوية المكتشفة، بولغ في استعماله، لاعتقاد الأطباء أنه دواء “عجيب”، لا يزال هذا الاستعمال، احد أسباب الإدمان في أيامنا، لكن بنسبة أقل بكثير من الماضي، لأن تقدم الأدوية، ومعرفة المخاطر، والتشدد القانوني، جعل الأطباء يقللون من وصفه الطبي. رغم ذلك، لا زال من أكثر الأدوية المؤدية إلى الإدمان القاتل.
عندما حوصرت باريس سنة 1870 عدة أشهر من الجيش الألماني، كانت نسبة كبيرة من سكانها قد أدمنت على المورفين، كذلك حصل أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى في فرنسا وألمانيا.
– هـ –
هبروميت:
انتجت في عام 1950م، وتوجد منها أنواع: ميلثاون، اكونيل، اسكيه، باميت. وجميعها تؤدي إلى الإدمان القاتل.
هيدرات الكورال:
التي بدأ انتاجها في عام 1762م، وهي ذات طعم مر، وتوجد على هيئة محلول، أو كبسولات جيلاتينية.يؤدي استعمالها إلى تنشيط العضلات… فالإدمان القاتل.
الهيرويين
مستخرج مصنع ينتج عن تحويل كيمائي للمورفين.
هو أكثر المخدرات سمية، وأخطرها على المدى القصير والبعيد.
على المدى القصير، هناك خطر تناول عيار مكثف، لأنه من الصعب معرفة نوعية مسحوق الهيرويين والكمية الحقيقية الموجودة فيه، فالمهربون يخلطونه بمواد أخرى بقصد الغش والربح، ويحصل الموت المفاجئ يتوقف القلب والتنفس.
على المدى الوسط، تنشأ تبعية قوية واستعباد تجاه المخدر، كما تظهر الأمراض الجسدية كالالتهابات الجلدية والتهاب الكبد الفيروسي.
على المدى الطويل، يؤدي الإدمان على الهيرويين إلى حالة انحطاط وتدهور جسدي وعقلي.
– و –
الوكسيكودون:
ويتم تركيبها من مادة الثيباين التي تشبه الكرادائين، ويؤدي الإدمان عليها إلى الإحباط، ثم إلى الهلوسة، فالانتحار.